ديسمبر 22, 2024 10:32 م
أكد وزير السياحة والآثار أحمد عيسى أن الوزارة تعمل، خلال الفترة الحالية، على إيجاد طرق مبتكرة خارج الأطر التقليدية والقدرة على جذب الاستثمارات لتحقيق البعد الاقتصادي المرجو من المتحف المصري الكبير، عند افتتاحه.

جاء ذلك خلال استقبال الوزير بالمتحف المصري الكبير، النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، والنائبة فيبي فوزى وكيل مجلس الشيوخ والمستشار محمود عتمان أمين عام مجلس الشيوخ وعدد من رؤساء اللجان المختلفة بالمجلسين.

وقام الوفد البرلماني بجولة داخل أقسام المتحف التي تستقبل الزائرين بعد البدء مؤخراً في التشغيل التجريبي لها، بالإضافة إلى زيارة المعرض التفاعلي للملك توت عنخ آمون.

واستهل وزير السياحة والآثار الجولة بشرح عام للمتحف والأقسام، التي تم البدء في التشغيل التجريبي لها ورسالة المتحف، والغرض الثقافي والسياحي والاقتصادي منه، والعوائد المالية المقدرة منه عند افتتاحه كاملا ليكون صرحاً ثقافياً واقتصادياً ومؤسسة علمية تعليمية عالمية.

وأشار الوزير إلى ما شهده المتحف، منذ البدء في إنشائه، من برامج إنفاق من الدولة المصرية قُدرت بنحو مليار ونصف المليار دولار.. لافتا إلى أنه من المقرر أن يقوم المتحف بالحفاظ على مقدرات الدولة واستعادة ما تم إنفاقه بمجرد افتتاحه، سواء بطريقة مباشرة من خلال إيراداته، أو بطريقة غير مباشرة من خلال ما سينفقه السائح، الذي سيأتي خصيصاً لزيارة المتحف خلال فترة وجوده بالمقصد السياحي المصري.

وأكد أن تحقيق هذه العوائد يرتبط ارتباطا وثيقا بما تقوم به وزارة السياحة والآثار من مجهودات للترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد والذي يجعل من مدينة القاهرة مقصداً سياحياً قائماً بذاته يمكن من خلاله زيارة العديد من الأماكن السياحية والأثرية بها من خلال برنامج سياحي واحد لتكون بذلك مدينة القاهرة Short City Break، يأتي إليها السائح لقضاء 5 ليالٍ على عكس ما هو متبع الآن حيث إن الليالي السياحية في القاهرة لا تتعدى الليلتين.. مؤكدا على أن المتحف سيكون هو النواة الأولى لهذا المنتج جنبا إلى جانب ما تشهده منطقة قلعة صلاح الدين الأيوبي من تطوير.

 

واستعرض عيسى ما يشهده المجلس الأعلى للآثار من إصلاح مالي خلال العامين الماضيين ومضاعفة التمويل الذاتي له خمس مرات خلال العام المالي 2024/2023، مقارنة بالعام المالي 2022/2021، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في قدرة المجلس على تمويل مشروعاته والإنفاق على المواقع الأثرية والمتاحف بما تستحقه من إنفاق وتوفير ما يستحقه السائح من تجربة سياحية متميزة دون الاعتماد على الموازنة العامة للدولة، بشكل واضح، والذي بدوره أتاح الفرصة أمام التوسع في أعمال الترميم والصيانة للمواقع الأثرية المختلفة.

كما استعرض عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، من خلال عرض تقديمي، أعمال البناء والإنشاء وقاعات العرض المتحفي ومنطقة الخدمات الموجودة به.

ولفت إلى أهم العوامل التي يتفرد بها المتحف دون غيره من متاحف العالم والمتمثلة في عرض للحضارة المصرية القديمة وما بها من غموض دائم واكتشاف مستمر، وكذلك التصميم المعماري المتفرد له وربط المشروع بمنطقة أهرامات الجيزة، وما حققه فريق العمل من مرممي وأثريي المتحف من نجاح في عمليات نقل القطع الأثرية الكبيرة بفكرهم الواعي والعمل الدؤوب.. مؤكداً على أن ما يمتلكه المتحف المصري الكبير من عوامل متفردة سوف تستطيع الحفاظ على مقدرات الدولة بشكل كبير.

كما قام عاطف مفتاح بسرد تاريخ إنشاء المتحف منذ تخصيص موقعه عام 1992 وتوقفه في عام 2011، ثم استئناف العمل به من جديد، فضلا عن استعراض ما حصل عليه المتحف من شهادات جودة وشهادات استدامة بيئية منها 8 شهادات أيزو للمشروع خاصة في ضوء كونه مشروعًا صديقًا للبيئة، وحصوله على جائزة المبنى الأخضر لمنتدى البيئة والتنمية عام 2022.

 

كما تم استعراض محتوى متحف مراكب الملك خوفو وسيناريو العرض الخاص به وكيف سيستطيع الزائر رؤية مركب خوفو الأولى والثانية، جنبا إلى جنب لأول مرة. كما تناول بالشرح المركز التعليمي بالمتحف ودوره في رفع الوعي الأثري ونشر الثقافة المصرية القديمة بين مختلف الفئات العمرية وكذلك خطة المتحف المستقبلية ليكون واحدًا من أهم مراكز البحث العلمي في علم المصريات.

وقد تضمنت الجولة زيارة منطقة المسلة، والبهو، والدرج العظيم الذي يُعَدُ من أكثر الأماكن تفرداً بالمتحف والتي تميزه عن باقي المتاحف العالمية، حيث يُعرض عليه مجموعة من أفضل وأضخم القطع الأثرية التي تجسد روائع فن النحت بمصر القديمة، والتي تبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني، وينتهي الدرج العظيم بمشهد بانورامي جميل يُظهر أهرامات الجيزة الخالدة.

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *